samedi 28 mai 2022

لوحات الفنان عبد اللطيف الزرايدي تشع الضوء والدفىء في صقيع اللكسمبورغ


 لوحات الفنان عبد اللطيف الزرايدي

تشع الضوء والدفىء في صقيع
اللكسمبورغ


الحسين الحويلي " وكالة المغرب العربي للأنباء "

من الصعب جداً الامساك بخيط الشعاع الباهت المتسلل بين ركام السحب التي تثقل سماء اللكسمبورغ.
وعندما يتمكن الفنان عبد اللطيف الزرايدي من آقتناص لحظة ضوء متمردة على كآبة المكان فانه يعتصر من بريقها فيضا من الدفىء يفجره ألوانا حارة تفضح عمق الانطباعية الكامنة في تجربته.

وكشف الزرايدي في اول معرض " رسمي " له بمتحف " حى حOF " بالدوقية الكبيرة للكسمبورغ حيث يقيم منذ ثمان سنوات من خلال لوحاته الاربعين عن آنغماسه شبه الكلي في التجربة الانطباعية بالوانها العالية الحارة ولماساتها التقريرية التي تمنح الفن التشكيلي مشروعية النفاد الى رئية فنية خاصة عبر خلخلة مقولتي المكان و الزمن.
وبالنسبة للفنان الزرايدي فالاشتغال وفق هاذا الاسلوب الفني أمر طبيعي جداً باعتبار أنه نتاج لمدرسة تطوان الجميلة التي أفرزت أسماء كبيرة في مجال التجربة الأنطباعية بالمغرب من ضمنهم على الخصوص عبد السلام النوار و السفاج والناصري (في مجال النحت) السرغيني وغيرهم.

فمدرسة تطوان هي الوعاء الفني الذي تشكلت داخله ملكة الابداع الخصبة للزرايدي و إن كانت مدرسة "ديجون" الفرنسية قد مكنته في مرحلة لاحقة من اكتساب مهارات تقنية لا يستهان بها.

غير أن هوسه بهذا الأتجاه لا يمنعه من ركوب تجارب اخرى تختلف عنه من حيث الشكل لكنها تبقى وفية للنفس الأنطباعي. لذلك فهو يضمن لوحاته "التشخيصية " نفس الهوس بالون الحار إلى حد الإستفزاز بينما يطلق من حيث الموضوع العنان لنوستالجية دفينة تستخرج من أعماق الذاكرة صورة بدعة لساحة " الفدان " بتطوان في مرحلة خارج التصنيف الزمني أو إحدى بوابات طنجة أو مسجد الزاوية الوزانية كما أعادت ذاكرته بنائها.

ومعين هذه الذاكرة الموشومة بتجارب متقاطعة في مسيرة فنية عمرها نحو عشرين سنة يرشف عبد اللطيف الزرايدي للتعبير عن إحساسه الفني داخل بيئة الإقامة في اللكسمبورغ. يتجلى ذلك واضحا في لوحات معرضه التي تحتفي بجمالية الفضاء المعتم للمدينة بحس لا يستشعره غير الفنان.

وقال الزرايدي في حديث له لوكالة المغرب العربي للأنباء " انني أبحث خلف جدران و بنايات اللوكسمبورغ العتيقة، عن نفس البلاد. لكن ذلك لايتأتى له الا عندما يفيض على تلك الجدران و البنايات وهج من الضوء المنبعث من عمق ذاكرته المغربية.
ويعتز الزرايدي بكونه استطاع عبر هذا التوظيف التلقائي لمخزون الذاكرة ان ينقل نفس البلاد إلى الحس الأروبي الى حد ان الكثيرين من المهتمين بالفن التشكيلي في اللكسمبورغ ء يشير الفنان المغربي ء يقولون لي ٠٠يكفي القاء نظرة على لوحاتك الخاصة بمناضر اللكسمبورغ للتأكد من هويتك المغربية " ولا غرابة في ذلك فالغربة يقول الزرايدي "علمتني أن اعشق بلدي عشقا جنونيا وان ارى ضوئه و ألوانه حيثما أقمت ".

 بروكسيل ١١أكتوبر ٢٠٠٢

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.